أعاتب فيك عمري
بعدي وبعدك ليس في إمكاني
فأنا أموت إذا ابتعدت ثواني
وأنا رماد حائر في صمته
فإذا رجعت يعود كالبركان
وأنا زمان ضائع في حزنه
فإذا ابتسمت يرى الوجود أغاني
وأنا غمام هائم في سره
وسحابة كفت عن الدوران
وأنا نهار ضللته نجومه
صبح وليل كيف يجتمعان
وأنا أمام الناس لحن صاخب
وأمام حزني أشتكى وأعانى
وأنا أغيب عن الوجود إذا ألتقي
شوقي وشوقك في عناق حاني
وأنا أذوب إذا تلاقى دربنا
وتعانقت في نشوة شفتان
أنا لا أراك دقيقة ألهو بها
أو لحظة حيرى بلا عنوان
أنا لا أراك قصيدة من سحرها
سكر الزمان وأطربته معاني
أو موجة أغفو قليلا عندها
فإذا إنتشت هربت إلى الشطان
أو رشفة من كأس عمر هارب
يا ويح قلبي من زمان فاني
هل أستعيد لديك كل دقيقة
سرقت صبايا وأخمدت نيراني
من يرجع الطير الغريب لروضة
نسيت عبير الزهر والأغصان
عمر توارى عانقته دموعنا
عبرت عليه مواكب الأحزان
وتوسدت أشواقنا أيامه
وتلألأت من شدوه ألحاني
تبقين سرا في الحياة وفرحة
أسكنتها قلبي ودفء حناني
أبقيك في صمت الخريف سحابة
كم عطرت بأريجها وجداني
عمري وعمرك قصة منقوشة
فوق القلوب بأجمل الألوان
كم عشت قبلك ألف حلم زائف
كم كبلتني بالخداع أماني
من في الأحبة كان مثلي في الهوى
لاشيء قبلي .. واسألي أحضاني
أنا لاألوم العمر حين تبلدت
أيامه سأما على الجدران
لكن ألوم الدهر كيف تكسرت
في راحتيه أزاهر البستان
يوما حسبت بأن أخر عهدنا
بالحب لحن عابر أشجاني
والآن عدت كأن لحنى ما ابتدا
وكأننا في عمرنا طفلان
قد تسألين الآن: ما أقصى المنى؟
قلبي وقلبك حين يلتقيان
إني أعاتب فيك عمري كله
ياليت عمري كان في إمكاني