||||(أخرج من عقلي)||||.....حب يستولي على العقل....أتمنى أن تنال إعجابكم

أخرج من عقلي


حبيبي.......كيف بدا أحتلالك؟!....في البداية دككت حصون فؤادي....وظللت تحتل غرفه......الواحدة تلو الأخرى.....فأصبح صدى نبضاتي يغطي الكون في وجودك ينبض فرحا وحبا وكأنه يستمتع بعمله......وينبض كالآلة في غيابك.....ينبض غصبا عنه......لم تترك مكانا في قلبي لأحب أحد غيرك.....ولا أحد سواك احتل الفؤاد......

لم تكتفي بذلك....بل احتللت سمعي.....فأصبحت اسمع صوتك فقط في أذني.....وتتحول أصوات الجميع إلى صوتك......وكل الأصوات الأخرى تشبه صوتك...أيشبه صوتك صوت المطر؟!...أم البحر؟!....أم الريح؟!...صوتك لا مثيل له في أذني......

لم تكتفي بذلك فاحتللت عيني......فلم أعد أرى سوى صورتك.....فقط أنت أمامي......عيناك أمامي......فمك.....شعرك.....كلك.....صورتك تتوالى كل جزء من الثانية أمام عيني.....تلك الخبيثة عيني لا تعمل إلا لترجع صورتك......

لم تكتفي بكل هذا.....وأحتللت أطرافي.....أصبحت ترتجف عند حضورك......أصابعي تهتز....قدماي تخور قواها على حمل جسدي.....كيف وصل أحتلالك لأطرافي؟!.....

انتقلت لجميع أعضائي الآخرى.....رئتي تتوقف عن العمل في حضورك وفي أحيان أخرى فرحة بك تعمل أكثر بكثير من سرعتها المعتادة......فتتحول أنفاسي وتصبح لهاثا.....

لم تكتفي بذلك وحتى معدتي لم تتركها......فلا آكل في غضبك علي......ولا أحس بطعم الأكل إذا كنت بعيدا عني....وتزداد شهيتي في حبك ووجودك ورضاك عني.....

وأخيرا نجحت في أحتلالي كليا ودخلت عقلي......ياليتك لم تدخل عقلي.....في البداية منعتني من أن أفكر في أحد سواك والأن منعتني من التفكير في أي شئ في الحياة سواك.....لا حبيبي هذا كثير......لو سمحت أخرج من عقلي....بدون عقلي لن استطيع ممارسة حياتي....سيعلم الجميع بجنوني بك......كيف يعيش الإنسان دون أن يفكر؟!.....في عمله في دراسته.....في مشاكله.....في أحزانه....في همومه.....وحتى في فرحه......لم يعد لي القدرة على التفكير في أي شئ غيرك فلقد احتللت عقلي وانتهى الأمر.....لم تترك لي جزء في نفسي ليعمل لي وحدي واحتللت كل شئ.....أرجوك لا تكن أنانيا وأترك لي عقلي فقط.....فلقد أصبحت أنت عملي في الحياة وأنت مشاكلي وأحزاني وهمومي.....وأنت فرحي.....

أنت أكبر فرحي.....أنت علمتني كيف يكون الفرح.....كيف يكون الرضا....الرضا الخالص الحقيقي عن الكون والبشر والعالم أجمعين......بحيث لو جرحني أحد فلن أبالي....فأنت فرحتي.....

تسألني كل يوم كيف حالي......أنت حقا غريب!!.....كيف تسأل بعد أن احتللت كل خلية في روحي وجسدي؟!....أنت تعلم أكثر مني فأنت تعيش بداخلي......

تقول لي أنا لست جميلا لا تنظري إلى.....اسمح لي أنت لا تعرف شيئا عن الجمال.....خذ عيوني وأنظر لنفسك بها.....فستصاب بالغرور لا محالة....ألست سيد عيوني؟!...فلتستعملها لدقائق لترى نفسك فهي تعمل لك وحدك طوال الوقت.....

تقول لي أدعو الله أن تكوني لي وحدي.....لقد استجاب الله لدعائك قبل أن تدعو....فأنا لك وحدك سواء أردتني أم لم تردني.....


تقول كلمات رقيقة تداعب أحاسيسي.......وتدلل حبي الذي كبر على أن تدللة......أنظر إلى نفسي وأفكر هل انا حقا كما يقول؟!.....ربما فهو يعرفني أكثر مني.....ألم يحتلني؟!...

كم أعشق حين تناديني بصغيرتي.....أريد أن أعود صغيرة لتدللني أكثر وأكثر....وتعطيني شيكولاتة حبك.....أحب أن أظل طفلة مدى الحياة إذا كنت ستدللني هكذا.....وأنا التي كنت أتمنى أن أكبر لأصبح امرأة.....وأعشق.....ولكن لا بأس فلأعود صغيرة ليحبني حبيبي وليدللني حبيبي.....

فرق السنوات التي بيننا تحزنني.....مع كل عام عشت فيه وتنفست هواء هذا الكون وأنا لم أولد بعد.....كم هو محظوظ الكون لأنه احتواك قبلي بسنوات.....قبل أن يحتويك فؤادي.....أراك أفضل الرجال وأرقهم وأحنهم وأحلاهم وأذكاهم وأقواهم......وهل يوجد رجل في الكون سواك؟!....

ألهمتني كلمات لم تكن في قاموسي.......وجعلت مني مبدعة وأنا لست كذلك فأنت الذي تحتل عقلي الآن وتلهمني وتحتل أصابعي وهي تسطر هذة الكلمات.....قد تعيش بكل ذرة في كياني ....ولكني أتحداك فلن تعلم مقدار حبي.....هو الشئ الوحيد الذي احتفظ به داخلي ولن تعلمه.....لأن مقدار حبي يفوق أقصى حد لخيالك إذا جمح.....فلتهدأ حبيبي ولتستريح فلن تعرف مهما تخيلت!!......ولتسمح بأن تخرج من عقلي.....يكفيني جنونا فالعالم لا ذنب له فيما أعيشه ومن أقاسمه داخلي.....أرجوك حبيبي أبقي كل ما مني في ممتلكاتك وأترك لي فقط عقلي......


م.ن.ق.و.ل