أحبوا الإسلام .. ثم اعتنقوا بعد قناعتهم به كدين خاتم الأديان وبمرور
الأيام صاروا من دعاته. حكاية يتداولها أهالى الأقصر فى جنوب مصر .. حكاية
عبدالله وزينب الشخصين اللذين يدعوان الناس للإسلام وخاصة الأجانب من زوار
مدينة الأقصر. تبدأ حياتهما فى بداية عام 1991م عندما زار السائح
الايرلندى مارك بوتلر مدينة الأقصر فسحرته بطبيعتها الخلابة وأعجب بكنوزها
الأثرية. فقرر أن يستوطنها.
عاش وسط أهالى الأقصر فرد منهم.. يأكل مأكلهم ، تعلم لهجتهم الصعيدية
وخاطبهم بها .. ارتدى الجلباب الصعيدى .. مارس معهم عاداتهم اليومية. وبعد
ذلك تأثر بالعديد من التقاليد الإسلامية فرق قلبه للإسلام أحب مبادئه ..
ودون تردد أعتنقه .. وأطلق على نفسه اسم عبدالله وعن إسلامه يقول إنه شعر
بالطمأنينة النفسية وأحس بكيانه ووجوده بعد أن كان ضائعًا لا معنى له فى
هذه الحياة. فحفظ أجزاء كثيرة من القرآن الكريم.
بدأ عبدالله فى المواظبة على الصلاة فى المسجد فى وقتها .. كما حرص على
صوم شهر رمضان كاملاً بالإضافة إلى أيام من شهر شوال المعروفة . ولانه أحب
الإسلام بكل جوارحه فقد قرر أن يدعو إليه أصدقائه من أوروبا وبالفعل نجح
عن طريق المراسلة فى إقناع صديق له إنجليزى الجنسية. بعد أن حدثه عن عظمة
الإسلام ودعاه إلى زيارة الأقصر فاستجاب الرجل وزوجته وسمى الرجل نفسه
باسم محمد بعد أن كان اسمه سثور وكذلك زوجته أطلقت على نفسها اسم زينب.
يضيف عبدالله أنه بعد ذلك : دعا صديق له اسكتلندياً ويعمل طيارًا روبرت
كيفن الذى أعرب عن شوقه للدخول فى الإسلام بعد أن رآه يؤدى فرائض الإسلام
.. فعلمه أصول ومبادئ الإسلام واسلم الطيار الاسكتلندى وسمى نفسه
عبدالخير.
أستقر الأصدقاء الثلاثة عبدالله ، محمد ، عبدالخير، فى الأقصر وقاموا
بتصفية أعمالهم فى بلادهم وبدأوا يحرصون على أداء الفروض فى وقتها وكذلك
صوم يومى الاثنين والخميس من كل أسبوع اقتداء بسنة رسول الله ( . هؤلاء
الأصدقاء الثلاثة قاموا بعدة مشروعات خيرية كما قدموا الإعانات لأهالى
الأقصر من البسطاء وصاروا نموذجًا يضرب بهم المثل فى العطاء وتقديم الخير
للناس.
والشىء المدهش عندما طلبت منهم سفارتهم فى مصر مغادرة مصر بعد حادث الأقصر
الشهير رفضوا بشدة مؤكدين أنهم مصريون مسلمون ولا يخشون فى الله لومة لائم.